بعرش بلقيس :
..............
على شاطئ الراحات صبح له مد
ليعدو وراء في محجاته شهد
أقام هنا الحرف المراوح عرشه
فلونه بشر ، وقربه عهد
يبين به بوح الحروف، وبعثها
أبان به الإفصاح إذ لوح الجد
فجاء كقول بدد الصمت وقعه
يطوف به جهر أمد به حمد
حفرت بيمن القول سفر خلودنا
فنحن حضور حين أعلنها الخلد
عدونا لعكاظ ، فسابق خطونا
صلاح ،ومرتاض، تميم ،وذا بد
فهم نابغي القول ،والقول حافظ
فترسو موازين ، ويختال ذا العد
وذا النقد رص كالمدى فهو مخبت
إذا رث ثوب القول يغتاله جهد
فكنت به حسان ، والنقد حاضر
وكنت حبيبا في مقالته رشد
وإن نبوءات تبوح بمجلسي
لعرافة بالحي تهذي، فذا الرد
بني لك التيجان نسج وخاتم
إمارة شعر بردة كلها عقد
وأن كؤوس الشاي جزما مذاقها
يعاقرها شوقي وينكر ذا بعد
وأن الإمام الحضرمي مبارك
بسبحته نفذ الدعاء لما تشدو
يقرب خيل الفاتحين ومسرج
بآزوك سيب الوعظ إذ بارك الجهد
ويأمر فيه العامري مرابطا
وينهى بها السوءات زجرا به تعدو
وإن بذي الأطيار هدهد مخبر
ببشرى وإعلاء فيغرب ذا السهد
وأردف إيماء بصرت ببيعة
به حافظ يتلو فيسكنها رفد
أمير القوافي قد أتيت مبايعا
وهذي قوافي الشعر قد بايعت يبدو
فكنت أميرا أدرك الكل كنهها
وأن حروف القول تتبعني جند
وأن عصى الإعجاز رهن مقالتي
أقربها ردعا ، فيعتو به المد
وإني بخيام ، وذا الكل سامر
يدثرني ذكرا فثوبي به رغد
..................
الشاعر / أحمد ولد عبد الله ولد الطالب عثمان